من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه

من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه؟ وما القصة الخاصة به والدروس المستفادة منها؟ حيث إن ذلك النبي قد ميزه الله بالحكمة والواسعة، وجعل كل من يراه يشهد بحسن خلقه وحكمته، الأمر الذي جعل الناس يلجأون إليه في حل الكثير من القضايا والنزاعات التي ستحدث لهم، وعلى الرغم من ذلك لازال الكثيرين لا يعرفون من هو ذلك النبي؛ لذا سيصحبكم موقع صفحات عبر جولة قصيرة لنتعرف سويًا من خلالها على إجابة سؤال ” من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه؟”، كل ذلك وأكثر ستجده خلال السطور التالية.. لنتابع.

من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه

يتساءل الكثير من الناس حول إجابة سؤال “من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه؟”، يعد ذلك النبي هو سيدنا داوود بن عويد بن باعز، ويمتد نسب “داوود” إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما أنه يمتلك لـ 12 أخًا، وهو أصغرهم.

عمل “داوود” عليه السلام بالحدادة، فقد كان يقوم بتليين الحديد إلى جانب صناعة الدروع، ويرجع ذلك إلى امتلاكه لأحد القدرات الخاصة، فقد كان قادرًا على تشكيل الحديد مثلما أراد يشكله كيفما أراد، ويذكر أنه أول من قام بتصنيع الدروع؛ حيث كانت قبل أن يقوم بذلك الأمر على هيئة مجموعة من الصفائح.

إلى جانب ذلك فكان يمتلك قدرة هائلة على صنع الدروع بسرعة ودقة مذهلتين، كما كانت تلك المهنة تدر عليه الكثير من الأموال فقد كان قادرًا على إنفاق الكثير من الأموال، ويدخر جزءًا منها، ويدخر البعض الآخر.

كان بنو إسرائيل يشعرون بالحب والود تجاه “داوود”، وذلك نظرًا إلى حكمتنه وعدله الذي عرف بهما، كما أنه في حالة وجود نزاع بين شخصين، فكان أول الأشخاص الذين يلجئون له هو سيدنا داوود عليه السلام، فقد وهبه  الله الحكمة والتي كانت مثالًا يحتذى به،

بالإضافة إلى ذلك فقد وهبه الله إحدى السلاسل المعلقة في السماء، وذلك من أجل أن تساعده على الفصل بين الناس بالعدل، كما تميز بكونه يمتلك أحد الأصوات العذبة في قراءة القرآن الكريم؛ لذا ترددت بعض الأقاويل بأن من يسمع صوته ليس بإمكانه أن يبتعد عنه، فقد اتسمت قراءته بكونها قراءة شرعية سليمة، وكان يقوم بقراءة الزبور – كتاب داوود عليه السلام – وهو يسرج خيله.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء

سبب عمل النبي في صناعة الدروع

يرجع السبب في امتهانه لتلك المهنة إلى أنه خرج متخفيًا ليتعرف على رأي بنو إسرائيل به كما اعتاد أن يفعل، ولكن في ذلك اليوم التقى بأحد الأشخاص، وسأله عن رأيه في “داوود” ففوجئ بالرد؛ حيث أجابه الرجل بأنه نعم العم، ولكن يوجد شيء واحد ينقصه، وهو أنه يأكل من بيت المال؛ لذا دعى ربه بأن يسخر له مهنة يرتزق منها، وكانت هذه المهنة هي صناعة الدروع.

قصة طالوت وجالوت

كنا قد أجبنا فيما سبق عن سؤال “من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه؟” والذي أصبحتم تعرفون بطبيعة الحال أنه سيدنا داوود عليه السلام؛ لذا سنقدم لكم موقفًا من المواقف التي حدثت له وهي قصة طالوت وجالوت.

تبدأ أحداث القصة بأن الله عز وجل قد أوحى إلى نبيه “داوود” بأن هنالك أحد الغلمان سيقوم بقتل جالوت، وسيصبح ذلك الغلام ذو شأن عظيم فيما بعد؛ حيث سيأتيه الملك من حيث لا يدري، وكانت العلامة التي تم ذكرها في ذلك الشخص هي أن الماء سيفيض من قرن يضعه على رأسه، وتوافقت تلك العلامة مع “داوود” عليه السلام؛ حيث كان يعمل راعيًا للأغنام .

في أحد الأيام سمع “داوود” نداء طالوت، وهو يقول أن الشخص الذي سيقوم بقتل جالوت سيزوجه إلى ابنته، ويعلنه ملكًا على بني إسرائيل، في ذلك الوقت وجد “داوود” مجموعة من الحصيات تتحدث إليه بأن يهم بالتقاطها، فقام بإخفائها بمقلاعه، وحدثته أن يقوم بقتل جالوت.

تحققت تلك العلامة وثبتت صحتها عندما أمر الله عز وجل طالوت بأن يقوم بغزو مدين ويقتل أهلها كافة، ولكن طالوت خالف تعاليم ربه، ولم يقتل أهلها جميعًا، فعاقبه الله بانتزاع الملك منه، وحدث ذلك عندما واجه جيش جالوت لجيش طالوت، وطالب جالوت طالوت بأن يخرج لمواجهته أو يقوم بإخراج من يمتلك القدرة على مواجهته، ومن يستطع قتله سيهديه الملك الخاص به، ويصبح ملكًا، وخرج “داوود” لمواجهة جالوت، ونجح في قتله وسط احتفاء بنو إسرائيل به، ويتم إعلانه ملكًا لهم، كما أعلنه طالوت زوجًا لابنته مثلما وعد.

قصة الحرث

يعود ذلك الموقف إلى وجود أحد الأراضي الزراعية التي يوجد حولها نزاعًا من قبل مجموعة من الأشخاص؛ لذا لجأوا إلى “داوود” باعتباره الشخص المختص في حل مثل تلك الأمور بسبب حكمته التي وهباها الله له.

كان مضمون تلك القضية يدور حول أن الأغنام التي يمتلكها أحد الأشخاص قد اقتحمت الأرض الزراعية الخاصة بالمدعي، الأمر الذي ترتب عليه فساد المحاصيل الزراعية الموجودة بتلك الأرض، وكان حكم “داوود” في تلك القضية هو حصول صاحب الأرض على الأغنام التي تسببت في إفساد المحاصيل.

حتى يستفيد من المميزات التي تقدمها سواء ألبانها، صوفها، أوبارها، وذلك حتى يقوم صاحب الأرض بإصلاح ما تم إفساده، ومع حدوث ذلك يقوم صاحب الأرض بإعادة الماشية إلى صاحبها، ويذكر أن القرآن الكريم قد قضى بأن “داوود” عليه السلام لم يكن على صواب في ذلك الأمر، وأنه بشر قد يصيب، وقد يخطئ، كما أن والده قد اتفق معه في الحكم الذي أصدره، وذلك لكونه قد رآه محققًا للعدل.

الدروس المستفادة من قصة النبي داوود

بعدما ذكرنا قصة سيدنا “داوود” عليه السلام، وعدد من مواقفه الحكيمة التي تفرد بها عن غيره من البشر، واصطفاه الله ليميزه بها ويجعله من الأنبياء؛ لذا يوجد عدد من الدروس المستفادة التي توصلنا إليها من هذه القصة، وفيما يلي سنعرض لكم تلك الدروس:

  • أن الإيمان بالله والثقة به هما السلاحان اللذان يجب على المسلم الارتكاز عليهما، وسيكافئه الله بكل خير.
  • السعي للعمل وجني الرزق من أهم الصفات الواجب توافرها في المؤمن، فلا فائدة من صلاحه وهو يعتمد على غيره ليحصل على قوته.
  • التحلي بالصفات الطيبة يجعل الناس يلتفون من حولك ويودونك ويقفون إلى جانبك.
  • الله عز وجل يكرم أنبيائه في الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي كان يبرئ الاعمى والمعجزات التي حدثت معه

بذلك نكون قد أجبناكم عن سؤال “من هو النبي الذي سخر الله له الجبال تسبح معه؟”، والذي كانت إجابته بطبيعة الحال هو سيدنا داوود عليه السلام، كما تطرقنا للحديث عن المهنة التي كان يعمل بها وهي صناعة الدروع، والسبب الذي يكمن وراء شغله لتلك المهنة.