ما هي منظمة أوبك؟ وكيف تؤثر على أسعار النفط؟

يحتل النفط الخام مكانة بارزة في سوق السلع العالمية؛ لأن تغيرات سعره تؤثر على الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن تلك الدول أو المجموعات التي تنتج النفط الخام تؤثر أيضًا على الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.

تعتمد أسعار النفط إلى حد كبير على عاملين: التطورات الجيوسياسية والأحداث الاقتصادية، يمكن أن يؤدي هذان المتغيران إلى تغيرات في مستويات العرض والطلب على النفط مما يؤدي إلى تقلبات في الأسعار من يوم إلى آخر، على سبيل المثال: يعتبر الحظر النفطي العربي لعام 1973 والحرب الإيرانية العراقية عام 1980 وحرب الخليج عام 1990 والأزمة المالية الآسيوية لعام 1997 والأزمة المالية العالمية من 2007 إلى 2008 بعضًا من التطورات الجيوسياسية التاريخية التي أثرت بشكل كبير على أسعار النفط. 

ما هي أوبك؟

هي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي تحدد أهداف الإنتاج بين أعضائها لإدارة إنتاج النفط، تنتج الدول الأعضاء حوالي 40% من النفط الخام في العالم، بالإضافة إلى ذلك، تمثل صادراتها حوالي 60% من إجمالي المتداول دوليًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

بسبب هذه الحصة السوقية، فإن تحركات أوبك لها تأثير كبير على الأسعار العالمية، وعلى وجه الخصوص، المملكة العربية السعودية التي تعتبر أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك وبالتالي فهي الأكثر تأثيراً على الأسعار، تاريخيا شهدت أسعار تداول النفط الخام زيادات في الأوقات التي انخفضت فيها أهداف إنتاج أوبك.

يجتمع وزراء النفط والطاقة من أعضاء أوبك مرتين في السنة على الأقل لتنسيق سياسات الإنتاج لديهم، تلتزم كل دولة عضو بنظام شرف يوافق فيه الجميع على حصة سوقية محددة، كل دولة مسؤولة عن الإبلاغ عن إنتاجها، ولا تتخطى حصتها إلا إذا أرادت المخاطرة بطردها من المنظة.

أهداف أوبك الثلاثة

الهدف الأول: الحفاظ على استقرار الأسعار

تريد أوبك التأكد من حصول أعضائها على سعر معقول لنفطهم، نظرًا لأن النفط سلعة موحدة إلى حد ما فإن معظم المستهلكين يتخذون قراراتهم الشرائية على أساس السعر، فما هو السعر المناسب؟ تقول أوبك تقليديا إن سعر البرميل يتراوح بين 70 و 80 دولاراً، إذا انخفضت الأسعار إلى ما دون هذا الهدف يوافق أعضاء أوبك على تقييد العرض لدفع الأسعار إلى الأعلى.

بدون أوبك، ستضخ الدول الفردية المصدرة إنتاجها من النفط قدر الإمكان لتعظيم الإيرادات الوطنية، ومن خلال التنافس مع بعضهم البعض فإنهم سيدفعون الأسعار إلى الأدنى، هذا من شأنه أن يحفز المزيد من الطلب العالمي، وسوف تنفد دول المنظمة أثمن مواردها بشكل أسرع بكثير، وبدلاً من ذلك، يوافق الأعضاء على إنتاج ما يكفي فقط للحفاظ على السعر مرتفعًا لجميع الأعضاء.

عندما تكون الأسعار أعلى من 80 دولاراً للبرميل يكون لدى الدول الأخرى الحافز لحفر حقول نفطية بتكلفة عالية، من المؤكد أنه بمجرد اقتراب أسعار النفط من 100 دولار للبرميل أصبح استكشاف كندا لحقول النفط الصخري فعالاً من حيث التكلفة، وقد استخدمت الشركات الأمريكية التكسير الهيدروليكي لفتح حقول باكن النفطية للإنتاج، ونتيجة لذلك، زاد المعروض من خارج أوبك.

الهدف الثاني: الحد من تقلب أسعار النفط

لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة يجب أن يتم استخراج الزيت 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع، قد يؤدي إغلاق المنشآت إلى إتلاف المنشآت النفطية وحتى الحقول نفسها، ومن ثم فمن مصلحة أوبك أن تحافظ على استقرار الأسعار العالمية، غالبًا ما يكون التعديل الطفيف في الإنتاج كافيًا لاستعادة استقرار الأسعار.

على سبيل المثال: في يوليو 2008 سجلت أسعار النفط أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 143 دولاراً للبرميل، وردت أوبك بالموافقة على إنتاج أقل، أدت هذه الخطوة إلى انخفاض الأسعار، لكن الأزمة المالية العالمية تسببت في انخفاض الأسعار إلى 33.73 دولاراً للبرميل في ديسمبر، وردت أوبك بخفض الإمدادات، وقد ساعد تحركها على استقرار الأسعار مرة أخرى.

الهدف الثالث: أن تصبح المنتج المتأرجح لإمدادات النفط في العالم

وسيشمل ذلك الاستجابة لحالات النقص أو الفوائض عن طريق زيادة العرض أو خفضه حسب الحاجة، وذلك تحقيقًا فعليًا لهدفيها الأولين للتحكم في استقرار الأسعار وتقلبها، على سبيل المثال: استبدلت النفط المفقود خلال أزمة الخليج في عام 1990، وانقطعت عدة ملايين من براميل النفط يوميًا عندما دمرت جيوش صدام حسين مصافي التكرير في الكويت.

أعضاء أوبك

أوبك لديها 13 عضوا نشطا، المملكة العربية السعودية هي إلى حد كبير أكبر منتج حيث تساهم بنحو ثلث إجمالي الإنتاج، وهي العضو الوحيد الذي ينتج ما يكفي من تأثيره المادي على الإمدادات العالمية، لهذا السبب تتمتع بسلطة وتأثير أكبر من الدول الأخرى.

غادرت قطر في يناير 2019 للتركيز على الغاز الطبيعي بدلاً من النفط، يعني رحيل قطر أن الدولة تنحاز إلى الولايات المتحدة أكثر مما تنحاز إلى المملكة العربية السعودية، انضمت إندونيسيا إلى المنظمة في عام 1962، لكنها غادرت في عام 2009، وعادت للانضمام في يناير 2016 لكنها غادرت بعد مؤتمر أوبك في نوفمبر 2016، ولم ترغب في خفض إنتاج النفط.

تاريخها

في عام 1960 تحالفت خمس دول من أوبك لتنظيم عرض وسعر النفط، أدركت هذه الدول أن لديها موارد غير متجددة، إذا تنافسوا مع بعضهم البعض، فإن سعر النفط سينخفض ​​كثيراً، وسوف تنفد السلع المحدودة لديهم في وقت أقرب مما لو كانت أسعار النفط أعلى.

عقدت منظمة أوبك اجتماعها الأول في 10-14 سبتمبر 1960 في بغداد بالعراق، الأعضاء الخمسة المؤسسون هم إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا، وقد سجلت منظمة أوبك لدى الأمم المتحدة في 6 نوفمبر 1962.

لم تستعرض أوبك قوتها حتى حظر النفط عام 1973، لقد استجابت للانخفاض المفاجئ في قيمة الدولار الأمريكي بعد أن تخلى الرئيس نيكسون عن معيار الذهب، وبما أن عقود النفط مسعرة بالدولار، فإن عائدات الدول المصدرة للنفط تراجعت مع تراجع الدولار، رداً على الحظر أنشأت الولايات المتحدة احتياطي البترول الاستراتيجي.

الدول المنتجة للنفط من خارج أوبك

يقوم العديد من الدول غير الأعضاء في أوبك بتعديل إنتاجهم النفطي طواعية استجابة لقرارات أوبك، في التسعينيات زادوا الإنتاج للاستفادة من قيود أوبك، وأدى ذلك إلى انخفاض أسعار النفط والأرباح للجميع، هؤلاء الأعضاء المتعاونون من خارج أوبك هم المكسيك والنرويج وعمان وروسيا.

لم يتعلم منتجو الصخر الزيتي هذا الدرس، واستمروا في ضخ النفط مما أدى إلى انخفاض الأسعار في عام 2014، ونتيجة لذلك، انخفض السعر إلى ما دون سعر 65 دولاراً للبرميل، لم تتدخل أوبك لخفض إنتاجها، وبدلاً من ذلك، سمحت للأسعار بالانخفاض للحفاظ على حصتها في السوق.

تحالف أوبك وروسيا النفطي

تقوم أوبك بتشكيل شراكة مع تحالف نفطي يضم 10 دول بقيادة روسيا يسمي أوبك بلس، تعارض إيران الصفقة؛ لأن السعودية وروسيا ستهيمنان على المنظمة، وروسيا هي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم بعد السعودية، في 2 يوليو 2019 صادقت الدول المشاركة على ميثاق تعاون مدته ثلاث سنوات، وهو اتفاق لتعزيز الحوار الوزاري والفني المستمر.

تأثير أوبك وأوبك بلس على أسعار النفط

الدول المشاركة في إنتاج النفط العالمي هي إما أعضاء في أوبك أو أوبك بلس أو دول من خارج أوبك، تضم أوبك 13 دولة: الجزائر وأنغولا والكونغو وغينيا الاستوائية والجابون وإيران والعراق والكويت وليبيا ونيجيريا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وفنزويلا.

انضمت عشر دول من خارج أوبك إلى أوبك لتشكيل أوبك بلس في أواخر عام 2016 للسيطرة على سوق النفط الخام العالمي، وهذه الدول هي: أذربيجان والبحرين وبروناي وكازاخستان وماليزيا والمكسيك وعمان وروسيا وجنوب السودان والسودان. ليس من المستغرب أن تتمتع أوبك بلس بمستوى من التأثير على الاقتصاد العالمي أكبر من تأثير أوبك.

استجابة للتطورات الاقتصادية والجيوسياسية الديناميكية للغاية، تقوم هذه المجموعات بإجراء تغييرات على قدراتها الإنتاجية من النفط، مما يؤثر على مستويات إمدادات النفط ويؤدي إلى تقلب أسعار النفط.

اقرأ أيضًا: