من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي

من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي وهل ذكره أحد مؤرخي الشعر العربي أمثال ابن سلام الجمحي أو ابن المعتز أو غيرهم، وما صحة القصيدة الشهيرة المنسوبة إليه، ومن خلال الجولة التي سيصحبكم بها موقع صفحات سنحاول معرفة من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي والبحث في تاريخه، والنظرة الأدبية الناقدة للقصيدة المشهورة التي تتنبأ بأحداث مستقبلية.

من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي

بعد البحث في كتاب (طبقات الشعراء) لابن معتز وكتاب (طبقات فحول الشعراء) لابن سلام الجمحي لم نجد أي أثر لشاعر اسمه ابن خويلد بن سعود الصميلي الهذلي، ولم يذكره ابن خلكان في (وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان) ولا في (ديوان العذلين تحقيق محمود أبو الوفا وأحمد الزين)…

حتى في الدراسة الثقافية المشتركة بين:

  • أ.د. رعد أحمد الزبيدي
  • أ.د. أمجد عبد الرؤوف البرقعاوي

التي تحت اسم: (الفحولةُ الجمعيةُ في شعر الهذليين) التي تضم أغلب شعراء هذيل الفحول ومن دونهم، لم نرى أي ذكر لشاعر اسمه (ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي)

إلا أن بعد البحث في مواقع الإنترنت وجدنا سبب شهرة هذا الاسم بين الناس، وهي قصيدة منسوبة إلى هذا الرجل

تلك القصيدة تتنبأ بما سيحدث في المستقبل بالنسبة للشاعر (الآن بالنسبة لنا) ويقال إنها منظومة منذ أكثر من 800 عام.

شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي لقب بشاعر المراة

قصيدة ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي

تلك القصيدة تقول:

“تعيشونَ دهرًا ترونَٓ الرِّيَبْ *** ولا يدفعُ المرءُ هَولَ الخُطَبْ
ويستَعمِرُ الشآمَ سفَّاحُها *** ويجني رؤوسَ الورى كالعنبْ
ويبقى بها خمسةٌ كامله *** سنينا طوالا يجُزُّ العربْ
وآهٍ على موصلي والعراق *** يجيءُ ظلامٌ شديدُ الرَّهَبْ
ويفترقُ الناسُ فيهِ افتراق *** كموجٍ تلاطمَ ثُمَّ اضطربْ
ويسلبُ من حجَّ فيها وطاف *** ويحرقُ فيها صحيحَ الكُتبْ
ويخرجُ “دائشُ” من بينهم *** ليقلبهم وهْوَ فيها انقلبْ
ويقتلُ منهم مِئاتُ المِئات *** وضيعا حقيرا رفيعَ النسبْ
وتغرقكم فتنَةٌ جامِعه *** فتأكُلُكُم مثل نارِ الحطبْ
وترمي اليهودُ عليكم سهام *** من النارِ فيها شديدُ العطبْ
ويسطو على كعبةِ الله في *** ثلاثٍ، ويملؤها بالذهبْ
وتنحركم مثل نحرِ النعاجْ *** وانتم جلوسٌ فيالَ العجبْ
وكسرى من الشرق يأتي لكم *** وقد كاد كيدا شديد الغضب
هو الرأسُ والسمُّ في ِشدُقِهِ *** وينبعهُ الموتُ مثلُ الذَّنَبْ
ويزداد فيكم سواد السنين *** تهيمون وسط الغنا والطربْ
وفيكم سَيَكثُرُ نسلُ البنات *** ويحلقُ كلُّ الذكور الشَّنَبْ
فلله نبرأُ من وقتكم *** ولله نبرأُ منكم عرب”.

تلك القصيدة المنتشرة بين المواقع (يطرا عليها بعض التغيرات من النقل) لكن الناظر بعين الناقد إلى تلك القصيدة مع الوضع في اعتباره القصة المنسوبة لها يجد الكثير من التناقضات.

نقد القصيدة

أول ما يقابلنا في القصيدة هو ادعاء علم الغيب لغير الله وهذا منافيي للشرع قال الله تعالى في سورة النمل: ” قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65)” بل تدعي أن صاحب القصيدة نجح في علمه للغيب فيذكر أمور بالاسم والعدد لم تحصل في زمنه (على فرض جدلًا إنه كان موجود حقيقة)

ثانيًا: القصيدة السابق ذكرها تذخر بألفاظ لم تكن معهودة على اللسان العربي مثل لفظ: ” الشَّنَبْ” فهو لم يكن مستخدم عند العرب.

ثالثًا الصور الشعرية المستخدمة لم تكن مستخدمة عند العرب، لم تكن من مظاهر الرجولة أن يربي الرجل شاربه وأن حلاقة الشارب من مظاهر الخزي والعار.

رابعًا الأخطاء النحوية والصرفية التي تنتشر في كل بيت تقريبًا، والكسور العروضية في القصيدة

خامسًا في البيت الأخير نجد أن الشاعر تحدث عن الوحدة العربية وأنه يبرأ منا وما إلى ذلك، والعرب كانوا ينتمون إلى القبيلة لا إلى العرب أجمعين، بل أنهم كانوا يتنابزون بسب القبائل

سادسًا من المثير للسخرية أن الناظم لتك القصية خاف أن يذكر اسم “داعش” صراحتًا فقالها “دائشُ” والباحث في علم اللغة العربية يجد ان من خصائص قبيلة هزيل أنهم يبد لون الهمزة إلى حركة الحرف السابق لها، فكان يجب عليه أن يقول: “دآش” وستجد هذا الابدال في (ديون الهذليين السابق ذكره) وقال به سيبويه في كتابه (4/330 نسخة تحقيق عبد السلام هارون).

بهذا وغيره نخلص إلى أن القصيدة  نظمت من قبل هاوي وتم نحلها إلى ذلك الاسم الذي لا نعرف له صاحب

الهدف من القصيدة

بعد أن أجبنا على سؤال من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي واكتشفنا أنه لا يوجد بهذا الاسم، وعندما نظرنا القصيدة ذاتها وجدنا أنها مثل الإسفنجة مكونة من الثقوب فقط؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كتبت تلك القصيدة، وما الهدف من نشرها.

تفسيرات هذا النشر قد تكون:

  • حب الشهرة، لأن القصيدة تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتمد في الأساس على تناقل الغرائب، فالصفحة التي تنشر الغرائب في أول مرة سوف تحصل على نسبة عجابات عالية وبالتالي شهرة أكبر تمكنها من نشر إعلانات تدر على أصحابها ربح مادي.
  • قد يكون ناظم القصيدة شيعي رافضي يتشفى من المسلمين السنة، لذلك نجده يقول: ” ويسلبُ من حجَّ فيها وطاف”.
  • كما أنه من المحتمل أن بداية تناقل القصيدة كانت في روابط عبر الرسائل، وتلك الروابط تكون مفخخة ببرمجيات خبيثة تسرق حسابات من يضغط عليها.

الله وحده أعلم ما سبب نشر تلك القصيدة و من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي المذكور اسمه في نسبها.

بذلك نكون أجبنا لما وصلنا إله من كتب الأدب الصحيحة عن سؤال من هو الشاعر ابن خويلد بن سعود الصليمي الهذلي، ونقدنا المتواضع للقصيدة من الناحية التاريخية واللغوية، نرجو أن نكون قد أفدناكم