من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته
من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته وماذا قال؟ تعد هذه الأسئلة من المعلومات الشعرية التي تهم عشاق الشعر والأدب العربي القديم، وقد وقد وردت وجمعت من قبل مؤرخي التاريخ مثل أبي الفتح الأشبيهي، لذا سوف نقدم لكم من خلال موقع صفحات الإجابة على التساؤلات المتعلقة من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته وماذا قال، مع ذكر أهم المعلومات المتعلقة به من خلال السطور التالية، لنتابع.
من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته وماذا قال؟
كان الهجاء قديمًا من أهم الأبيات الشعرية التي يؤلفها الشعراء، فكانوا يهجوا أخصامهم وأعداءهم بأقبح الألفاظ ، ولكن ليس من الطبيعي بالنسبة للشعراء أن يقوموا بهجاء أنفسهم، لذلك سوف نتعرف على الشاعر الذي قام بهجاء نفسه وأمه وزوجته، هو الشاعر كبير الهجاءين المخضرم “الحطيئة”.
قد كان “الحطيئة” يتقن تأليف شعر الهجاء اتقانًا شديدًا، حتى وصل الأمر أن الناس كانت تخاف منه وتتلاشى من هجائه لها، وذكر أنه في يوم من الأيام لم يجد “الحطيئة” أي شخص يقوم بهجائه، فرأى وجهه بقاع بئر فهجا قبحه وبشاعة منظر فقام بهجاء نفسه حينها.
شاهد أيضًا: من هو الشاعر الذي لقب بشاعر المراة
الأبيات التي هجا الشاعر فيها نفسه وأمه وزوجته
كان الشاعر “الحطيئة” من الشعراء المخضرمين، حيث أنه عاصر جزء من حياته في العصر الجاهلي، والآخر في الإسلام، وكان من أشهر الشعراء الهجائيين في العصر الجاهلي، فقد كان يهجو كل ما يقع أمامه، فقد وصل الأمر إلى هجاءه لنفسه ووالدته وزوجته، حيث قال في هجاء نفسه:
“ أرَى لِيَ وَجْهاً شَوَّه اللّه خَلْقَهُ** فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وقُبِّح حامِلُه”
كما وصلت جرأته في الهجاء وتحلله من الأخلاق والقيم الاجتماعية إلى هجاء والدته، حيث قال في هجاء أمه:
” جَزاك الله شرًا مِن عجوز** ولقاك العُقوق من البَنينا
حياتكِ ما علمت حياةُ سوءٍ** وموتُكِ قد يـسرُّ الصَّالحينا”
كما بلغت جرأته وتحلله من الأخلاق أيضًا إلى هجاء زوجته أيضًا، فلم تسلم من لسانه فقال عنها في أبيات الشعر:
“لها مضحكٌ كالحش** تَحسب أنها إذا ضحكت في أوجه الناس
تسلخ إذا عَاين الشّيطان** صُورة وَجهها تَعوّذَ منها حين
لَهَا جِسْمُ بُرْغُوثٍ وَسَاقُ بَعُوضَةٍ ** وَوَجْهٌ كَوَجْهِ الْقِرْدِ بَلْ هُوَ أَقْبَحُ
تَبْرُقُ عَيْنَاهَا إذَا مَا رَأَيْتَهَا ** وَتَعْبِسُ فِي وَجْهِ الْجَلِيسِ وَتَكْلَحُ
لَهَا مضحك كَالْحَشِّ تَحْسِبُ أَنَّهَا ** إذَا ضَحِكَتْ فِي أَوْجُهِ النَّاسِ تَسْلَحُ
إذَا عَايَنَ الشَّيْطَانُ صُورَةَ ** وَجْهِهَا تَعَوَّذَ مِنْهَا حِينَ يُمْسِي وَيُصْبِحُ”
هكذا نكون قد ذكرنا إجابة سؤال من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته وماذا قال، في الفقرات السابقة، وسوف ننتقل إلى أهم المعلومات المتعلقة بشاعر الهجاء.
تفاصيل حول الشاعر الهجاء المُخضرم
اسم الحطيئة هو أبي مليكة جرول بن أوس العبسي، وسمي بأبي مليكة نسبةً لابنته، ويعود نسبه إلى مضر بن نزار، وهو من الشعراء المخضرمين، حيث أنه عاصر العصر الجاهلي والإسلامي، وقد أسلم، ولكن إسلامه لم يمنعه، من الهجاء والخوض في أعراض الناس بأبشع الألفاظ.
كان الحطيئة حاد اللسان وأخلاقه وطباعه سيئة، وقد لقب بالحطيئة نظرًا لقصر قامته، وقد عاش حياة بائسة وسيئة ومليئة بالجوع والفقر والمهانة، وقد شكل مظهره الخارجي عقده له أثرت في افعاله، حيث كان قبيح الهيئة والمنظر، وكان ساخطًا على الزمن وعلى قدره السيء.
قد تم ذكر المعلومات الهامة عن شاعر الهجاء الحطيئة في بعض الكتب التاريخية مثل كتاب الأغاني من تأليف “أبي الفرج الأصفهاني”، أن الحطيئة أمه كانت تسمى “الضراء”، ووالده هو “أوس بن مالك” أحد زعماء قبيلة بني عبس، فكان من أبناء الزنا، لذا فهو يشعر بضيق ناحية أمه.
ذلك لأنه حرم من الشعور بالفخر والاعتزاز بأهله بسبب أمه، وقد رفض من قبل أخوته ورفضوا أن يقربوه منهم، وهذا الأمر الذي أدى إلى غضبه من الناس وجعله يقوم بالهجاء السليط.
الجدير بالذكر أن سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد سجن الحطيئة مدة من الزمن، ذلك بسبب بذاءة لسانه وأشعاره، وعندما أطلق سراحه انهاه عن التعرض للناس بالهجاء من خلال شعره، فقال له الحطيئة إذًا ستموت أولادي جوعًا، وظل الحطيئة على هذا الحال حتى توفاه الله.
وفاء الشاعر الذي هجا نفسه
ظل الشاعر الحطيئة يهجو الناس في ابيات الشعر حتى توفى في عام ثلاثون هجريًا، الموافق لعام 56 ميلاديًا، وهكذا مات الشاعر المخضرم الحطيئة وترك ورائه أعماله الشعرية الفريدة من نوعها، وحتى الآن يطلق عليه من قبل رواد الأدب العربي بالشاعر الهجاء السليط.
شاهد أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرا
قد قدمنا لكم الإجابة عن سؤال من هو الشاعر الذي هجا نفسه وامه وزوجته وماذا قال في الأبيات الشعرية التي هجا فيها نفسه وامه وكذلك زوجته، كما تطرقنا إلى معرفة بعض المعلومات الجوهرية عن حياته ونشأته، وقد ذكرنا تاريخ وفاته، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.