من هو النبي الذي سماه الله ذا النون وما هي الدروس المستفادة من قصته

من هو النبي الذي سماه الله ذا النون وما معنى هذه التسمية وما قصتها؟ فتلك من المعلومات الدينية التي يجب تعليمها للأطفال ليعتبروا منها ويتفكر فيها الكبار لتنفعهم في دينهم ودنياهم، فقد ورد ذكر النبي ذا النون في القرآن الكريم في أربع سور وفي الحديث الشريف الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك في هذه الموضوع على موقع صفحات سنتناول قول العلماء في إجابة السؤال من هو النبي الذي سماه الله ذا النون وذكر قصته.

من هو النبي الذي سماه الله ذا النون

كما ذكرنا آنفًا أن النبي النون ذكره الله تعالى في أربع سور من القرآن هي:

  • سورة الأنعام
  • سورة الأنبياء
  • سورة يونس التي تحمل اسمه.
  • سورة الصافات.

فإجابة سؤال من هو النبي الذي سماه الله ذا النون هو النبي “يونس” عليه السلام، و”النون” هو اسم من أسماء الحوت، أي ذا النون هو صاحب الحوت، وقد سماه بهذا الاسم رب العزة في سورة الأنبياء وقال: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا…”

شاهد أيضًا: قصة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة منها

قصة سيدنا يونس عليه السلام

بعد أن أجبنا على السؤال من هو النبي الذي سماه الله ذا النون يُحتم علينا ذكر قصة سيدنا يونس في عجالة لتبيين سبب هذه التسمية

تبدأ القصة بإرسال الله تعالى بيُونس إلى أهل مدينة (نينوى) في العراق كما تقول الآثار، وذلك في قرابة القرن الثامن قبل ميلاد عيسى عليه السلام.

كما هو الحال لجميع الأنبياء دعا سيدنا يونس عليه السلام، ولكنهم لم يمتثلوا لأمر الله ولم يتبعوه فأخبرهم أن العذاب سيأتيهم في ثلاث أيام كما أخبره الله تعالى، وفي اليوم الثالث تركهم وخرج من بلدته دون أن يأمره الله بذلك.

لكن لما خرج من بلاد قومه ولاحظ القوم بُشريات الهلاك أيقنوا بصدق دعوته وأنار الإيمان قلوبهم وأيقنوا أن العذاب سيصلهم إن لم يتوبوا إلى الله كما وقع على من قبلهم من الأمم المكذبة.

لجأ قوم سيدنا يونس إلى الله فاستغفروه وتبرأوا بما وقع منهم من الشرك به ودعوا الله فرحمهم الله تعالى وتقبل توبتهم، وكانوا يدعون الله أن يعود إليهم نبيهم يونس ليعيش بينهم.

قصة يونس على السفينة

بيد أن سيدنا يونس لم يرد أن يرجع لقوم كذبوه واستحى أن يرجع إليهم وأكمل طريقه، وعندما وصل إلى شاطئ البحر ركب سفينة.

فلما وصلت السفينة منتصف البحر أتت عاصفة عظيمة كادت أن تغرق السفينة ولم يكن هناك حل إلا أن يخففوا من الحمولة فرموا البضائع في البحر وكان الدور على أن يرموا أحدهم في الماء لينجوا البقية من تلك العاصفة الشديدة.

فأقاموا قرعة؛ وفي أول مرة جاء الاختيار على سيدنا يونس إلا أن الرجال رفضوا رميه لِمَا قابلوه منه من كرم الأخلاق وحسن المعاملة وسمات التقوى، وأقاموا القرعة مرة أخرى فوقع الاختيار على سيدنا يونس أيضًا، لكنه لم يعيروها انتباهًا وأقاموها مرة أخرى وكانت الثالثة على سيدنا يونس عليه السلام أيضًا.

حينها أيقن أن الذي يحدث هذا تدبير من الله تعالى وأدرك عِظم الخطأ الذي وقع فيه وما كان يجب له أن يترك قومه دون أن يأذن له الله تعالى فألقى بنفسه في الماء واستسلم لغباب الأمواج.

أوحى الله تعالى على حوت أن يلتقم سيدنا يونس ويبتلعه في جوفه دون أن يمزق لحمه أو يهشم عظامه، ظل يونس عليه السلام في بطن الحوت، والحوت يهوى به إلى الأعماق ويتنقل به بين الأمواج، فكان في ظلمات مترتبة فوق بعض هي:

  • غضب الله.
  • ظلام البحر الهائج.
  • ظلام بطن الحوت.

إلا أنه توجه إلى الله تعالى ودعا دعوته التي ذكرها الله في سورة الأنبياء فقال: “وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)”

الله يتوب على يونس

استجاب الله لدعوى سيدنا يونس عليه السلام وأوحى إلى الحوت أن يلقي به إلى البر، ولما ألقاه كان هزيلًا جدًا ومرهق وسقيم، وتلقته رحمة الله وأنبت عليه شجرة من يقطين يأكل من ثمارها ويستظل من الشمس بظلها حتى عادت إليه صحته وعافيته.

حمد الله على نعمه عليه وعلى نعمة العفو وأوحى إليه الله تعالى أن يعود إلى قومه الذين في انتظاره، فلما عاد إلى قومه وجدهم صالحين قد ابتعدوا عما يشركون به الله في العبادة.

اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي حج سرا

مما يستفاد به من قصة يونس

هناك الكثير من الدروس المستفادة من قصة سيدنا يونس عليه السلام التي يعتبر بها أولي الألباب، ومن تلك الدروس:

أن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويبدلهم بدل الكربة رخاء كما قال في سورة يونس: “فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ (98)”

أهمية ذكر الله، فالإشارة واضحة في قول الله في سورة الصافات: “فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)” إلى أن تسبيح يونس عليه السلام كان السبب في نجاته.

فضل الدعاء الذي دعا به سيدنا يونس حينما كان في بطن الحوت، فعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له” (صحيح الترمذي 3505) فالحديث يؤكد أننا يجب علينا الاقتداء بالأنبياء والفضل العظيم لهذا الدعاء، وقيل أن هذه الجملة يفتتح بها الدعاء عامة.

قول الله تعالى: “فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (الأنبياء 88) يدل على أن الدعاء هو مفرج كرب كل مؤمن، وهذا وعد الله لعباده المؤمنين، وهذه بشرى جميلة لكل مؤمن يقتدي بسيدنا يونس عليه السلام في التوبة الله بصدق والإخلاص في الدعاء.

بذلك نكون قد تناولنا أقوال الفقهاء المسلمين في إجابة سؤال من هو النبي الذي سماه الله ذا النون ومعنى تلك التسمية وسبب تسميتها من خلال قصة سيدنا يونس عليه السلام، ندعو الله أن يحشرنا مع عباده الصالحين ويوفقنا لما يحبه ويرضاه.