اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن

اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن هي السورة التي كانت رواية لمعجزة من معجزات الله جعلت معاصريها يضربون أكفاف على أكفاف تعجبًا من قدرة الله عز وجل، ولم تتوقف المعجزة عند آل عصرها بل خُلدت في القرآن لتصبح معجزة على مر كل العصور، لذا سنقوم اليوم من خلال موقع صفحات بتعريفكم على اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن.

اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن

اسم الرحمن أكثر من كونه اسم مميز فمعناه يملئ قلب المؤمن بالدفء من عظمة الله، فالرحمن صفة يختص بها الخالق وحده عز وجل، فالرحمن أعم وأشمل من اسم الرحيم، ذلك لأن الرحمن هو نوع من الرحمة غير البشرية ولا يمتاز بها أحد من الخلق إلا الله فهي تنحصر فقط على خالقها، أكثر ما ذكر هذا الاسم الإلهي الجليل كان في سورة مريم حيث تكرر فيها 16 مرة، على أنه في القرآن كله لم يذكر سوى في 18 سورة وهم:

  • سورة الإسراء والشعراء والرعد والحشر والنمل وسورة (ق) وفصلت والبقرة والرحمن: ذكر (الرحمن) في كل واحدة منهن مرة واحدة.
  • فاتحة الكتاب: مرتان.
  • سورة النبأ: مرتان.
  • طه: ذكر فيها الاسم 3 مرات.
  • الأنبياء: تم ذكر الرحمن فيها 4 مرات.
  • يس: 4 مرات.
  • الفرقان: تكرر 5 مرات.
  • تبارك: 5 مرات.
  • الزخرف: تكرر فيها الرحمن 7 مرات، وهذا يجعلها اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن بعد سورة مريم.
  • مريم: 16 مرة.

اقرأ أيضًا: علام يدل كثرة اسماء سورة الفاتحة

الغرض من تكرار الرحمن في سورة مريم

لا أحد يعلم تأويل الله من القرآن حق التأويل إلا هو، فبعض الأسئلة التي نريد لها إجابة في القرآن هي غيب لا يعلمه سوى الذي يملك مفاتيحه، كقصة أهل الكهف مثلًا فلا يعلم عددهم سوى الله، وأيضًا سورة مريم فلا نستطيع الجزم أن الله يريد من تكرار الاسم فيها شيء معين ولكن يمكن للمجتهدين الاجتهاد والله الموفق.

ذكر الرحمن في هذه السورة خاصة والتي كانت فيها السيدة مريم العذراء في مأزق من أشد ما قد يواجه أنثى عفيفة، وهو أن ترى نفسها حامل وهي عذراء لم يمسسها بشر، لكن لم نرى السيدة المؤمنة بالله تجزع أو تنتحر أو تفقد الأمل بل تمسكت بالرحيم الحكيم وسلمت أمرها لله فجعلها سيدة نساء العالمين.

الآيات التي ذكر فيها اسم الرحمن في سورة مريم

لم يكن لفظ الرحمن في هذه السورة موجهًا فقط للسيدة مريم بل ذكر في مواضع عدة هي:

  • “قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (18)”.
  • “فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26)”.
  • “يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44)”.
  • “يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)”.
  • “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩ (58)”.
  • “جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61)”.
  • ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا (69)”.
  • “قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا (75)”.
  • “أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا (78)”.
  • “يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَٰنِ وَفْدًا (85)”.
  • “لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا (87)”.
  • “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88)”.
  • “تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90)”.
  • “وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92)”.
  • “إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93)”.
  • “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا (96)”.
  • تفسير عام لمواضع ذكر الرحمن في آيات سورة مريم

اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن تكرر فيها اللفظ مرتان فقط مع السيدة مريم، الأولى عندما خافت من ابنها وتعوذت بالرحمن منه، والثانية عندما نذرت للرحمن الصوم عن الكلام مع البشر.

نرى في هذا إيمان السيدة مريم القوي بأن الله هو الرحمن وستشمله رحمتها في أحلك الأزمات فما هلعت وما كفرت ولكن توجت ملكة العفة بإيمانها الراسخ برحمة خالقها.

ذكر اللفظ مرتان في حديث النبي إبراهيم لأبيه بأن يترك عباده الأصنام ويتجه إلى عباده الله الواحد القهار، ويتجلى لنا هنا ثقة النبي بالرحمن فإن عاد أباه عن ضلالة سيجد الرحمن قابلًا له تائبًا عليه.

الموضع الثالث والرابع والخامس في الآيات (58، و61، و96) هو ذكر أن اسم الرحمن هو صفة يتمسك بها الأنبياء وأشد أهل الأرض صلاحًا، وأن الجنة ستكون مأوى لعباد الرحمن الذين آمنوا به.

باقي الآيات كانت تخاطب الذين هم على ضلالة أو تظهر قدرات الله على الأخذ بظلم العبادة لكنه الرحمن الذي يمهلهم حتى يتوبوا إلى أن تنتهي فرصتهم في الحياة الدنيا، وجدير بالذكر إنه ذكر اسم (الرحمن) مع القوم الذين نسبوا للرحمن ولدًا حاشاه سبحانه وتعالى عما يصفون.

ما يتجلى من الآيات ه قدرة الله على البطش بعباده إلا إنه لا يزالون يتقلبون بين صفات الرحمن الرحيم حتى يقع عليهم ما ظلموا به أنفسهم والله أعلم.

معجزة قرآنية لاسم الرحمن

  • بعض من المسلمين المجتهدين الباحثين بين آيات الله عن المقاصد والمدلولات اكتشفوا أن اسم الرحمن إجمالي عدد تكراره 57 مرة، ويتكون الاسم من ستة أحرف من الحروف المقطعة وهذه الحروف عدد تكرارها في الكتاب هو 57 مرة أيضًا وهو نفس عدد تكرار اسم الرحمن.
  • الاكتشاف الثاني هو إنه عند جمع (لفظ الرحمن+ الحروف المقطعة) نرى أن الناتج هو رقم 114 وهو نفس عدد سور القرآن الكريم.
  • الاكتشاف الثالث هو إنه تم ذكر اسم الرحمن 18 مرة، وبطرح هذا الرقم من إجمال عدد سور القرآن الكريم نجد أن الفرق هو 78 وهو عدد آيات سورة الرحمن.

قد تكون هذه الاكتشاف صحيحة وعندها نرى الدقة في كتاب العليم تتجلى حتى فيما لا يخطر على أذهان الناس وفي أدق التفاصيل.

اقرأ أيضًا: البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها

الآن وقد كشفنا عن اكثر سورة ذكر فيها اسم الرحمن قد بت قادرًا على معرفة مواضع الآيات التي تم ذكر هذا اللفظ بها، ومدلولات ذكر الرحمن في هذه السورة، الأمر الذي يفتح للمسلم باب التأمل في آيات الله، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.