قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا

قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا نذكر بعض أحداثها من القرآن الكريم، حيث ذكرها الله سبحانه وتعالى كاملة في محكم آياته لما فيها من الآيات والعبر كما وردت أحاديث نبوية شريفة كثيرة عن نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا السلام، ومن خلال موقع صفحات نلخص أهم أحداث قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا مما ورد عنها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما ذكره الصحابة رضي الله عنهم.

قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا

ذكر الله سبحانه وتعالى قصة نبي الله يوسف كاملة في القرآن الكريم لما فيها من العظات والعبر والحكمة البالغة لله سبحانه وتعالى في كل أمر، ونحاول في فيما يلي نذكر أحداث قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا بقدر المستطاع.

جاءت سورة يوسف التي كان من أسباب نزولها كما رجح كثير من أهل العلم مواساة وتثبيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي مات فيه عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد؛ ليعلمه هو وكل من ابتلاه الله بأمر جلل أن من وراء كل ابتلاء عظيم حكمة عظيمة يعلمها الحكيم الخبير.

ورد في صحيح البخاري برواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الْكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ ابنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ – عليهمُ السَّلاَمُ.”.

هذا نبي الله يوسف عليه السلام سليل الأنبياء، أعزه الله سبحانه وتعالى بأن كان من أكرم الناس حسبًا ونسبًا وأصلًا، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس كافة فضائله التي ميزه وأعزه الله بها.

إن قصة يوسف فيها من العبر والعظات الكبيرة الهامة التي تتجلى حكمة الله البالغة في كل حدث من أحداثها مما لا يتسع المجال لذكره، ولا المقال لحصره، وفيما يلي نذكر لكم أحداث قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا.

شاهد أيضًا: قصة موسى عليه السلام مختصرة جدا

نشأة يوسف عليه السلام بين حب الأب وحقد الأخوة

قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا نبدأ سرد أحداثها أن نشأ يوسف عليه السلام في بيت أبيه يعقوب عليه السلام يتنعم بمحبة أبيه وعطفه وحنانه، وكان يوسف منذ صغره يتصف بمكارم الأخلاق، واجتمعت فيه كل صفات الحسن في الخُلق والشكل والهيئة منذ نعومة أظافره، فأحبه والده، وتعلق به قلبه من بين إخوته.

زاد من قدره عند أبيه رؤية رآها عرف منها أبوه أنها دلالة على أنه سيكون من الأنبياء الصالحين ذوي الشأن في الدنيا والآخرة، تلك الرؤيا أخبر يوسف أباه أنه رأى فيها أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر جميعهم يسجدون له.

طلب يعقوب من ابنه التقي النقي ألا يقص تلك الرؤيا على إخوته؛ حتى لا تجلب له الكره والحقد والحسد، فالشيطان يتربص بالناس، ويجعل بينهم العداوة والبغضاء.

لكن يعقوب لم يستطع إخفاء فرحته التي زادت من قدر محبته لهذا الصبي الذي بدت عليه ملامح النبوة، فما كان من إخوة يوسف إلا نزغ الشيطان في صدورهم، وأشعل نيران الحقد والحسد في قلوبهم.

الإخوة يمكرون بأخيهم الصغير

اجتمع الاخوة فيما بينهم يخططون ويمكرون كيف يتخلصون من هذا الطفل -أخيهم الصغير- الذي استحوذ ببراءته وحسن اخلاقه قلب أبيه، حتى أجمعوا امرهم على أن يلقوه في بئر عميق.

بالفعل بدأوا في تنفيذ مخططهم، وطلبوا من أباهم أن يخرجوا جميعًا ليروحوا عن نفسهم، ووافق أبوهم، فأخذوا اخاهم الصغير معهم ثم ذهبوا لمكان بعيد، وأخذوا قميصه الذي يرتديه، وأنزلوه في بئر عميق، ولطخوا قميصه بدماء ليكملوا مخططهم أمام أبيهم، ويقنعوه أن ابنه قد أكله الذئب.

لكن الله سبحانه وتعالى قد أوحى لنبيه بما يصنعون، وأنه سبحانه له الحكمة في أن يتمم مخططهم لأمر أراده لابنه، وعليه أن يصبر ويحتسب ويمتثل لأمر الله، وجاء الأخوة بقصتهم الكاذبة يرونها لأبيهم، الذي ما كان منه إلا أن صبر واستعان بالله، ثم تتوالى أحداث قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا كما يلي.

الله غالب على أمره

ترك الإخوة الحاقدين اخوهم في ظلمات البئر ظانين انهم قد تخلصوا من أخوهم، وأنه هالك لا محالة، لكن الشيطان أنساهم قدرة الله، وحكمته سبحانه، فمر بعض الرجال، ووقفوا عند البئر للسقاية، فوجدوا ذلك الصبي الصغير.

أخذ الرجال الصبي من البئر ثم باعوه سريعًا بثمن قليل، ولكن الذي اشتراه كان من ذوي الشأن في بلده مصر، والذي أكرم معاملته وأحسن إليه.

استقر يوسف في بيت هذا الرجل حتى اشتد عوده، وأصبح فتيًا بهيًا يعلوه الحسن في خلُقه وخَلقه، وخلال تلك السنوات أحسن الله إليه بأن أنعم عليه بالنبوة والحكمة وعلمه تفسير الرؤى والأحلام.

امرأة العزيز تمكر ليوسف والله ينجيه

إن صفات يوسف عليه السلام اجتمع فيها طيب الأصل وحسن الخلق وجمال الهيئة مع أخلاق النبوة، فتلك الصفات الحسنة الجمّة، فتنت امرأة العزيز الذي كان يعيش يوسف عليه السلام في بيته بحسنه وبهائه.

انساقت تلك المرأة وراء شهواتها، وحاولت أن تفتنه بجمالها، وأصرت على التمادي في فتنتها، بل ووصل به الإغواء أن قامت بإغلاق الأبواب لتتم مرادها منه، فما كان منه إلا حاول الفرار منها.

لكن امرأة العزيز لم تتوقف ولم تنتهي عن غيها، بل قامت بجذب قميصه وهو يفر ويحاول الخروج، في تلك اللحظة دخل زوجها عليهما الذي هاله ما رأى.

وصلت المرأة حدًا من الغي والضلال الذي دفعها أن توجه تهمة الخيانة وفعل السوء ليوسف عليه السلام الذي دافع عن نفسه بالحق، ونفى ما نسبته له من التهمة الباطلة، وشهد شاهد من أهل المرأة أنه إذا كان قميصه قد شد ومزق من الأمام فهذا دليل على كذبه وصدقها، وإن كان قميصه شد من الخلف فهذا دليل على صدقه وكذبها.

عندما رأى عزيز مصر أن قميص يوسف قد جذب من الخلف تيقن من صدق يوسف وكذب أمرأته، واتفق مع يوسف عليه السلام على أن ينسى ويتجاهل ما حدث، ولكن الأمر شاع بين نساء القصر.

وصل الأمر إلى أن تحدثت به نساء المدينة مما زاد من حنق امرأة العزيز وضلالها التي عزمت على جمعهن، ثم هيأت لهن مكانًا فيه من الطعام والشراب، وأعطت لكل واحدة منهن سكين وثمرة، ثم طلبت من يوسف الدخول عليهن.

عندما دخل يوسف عليه السلام على النساء انبهرن بحسنه، وجمال خلقته، فقطعن أيديهن بالسكين بدلًا من تقطيع الثمار، فلم تستح امرأة العزيز في تلك اللحظة من البوح بشغفها وحبها له، وأن ما يتحدثون به عنها لم يتمالكن أنفسنهن عند رؤيته، واقتنعن بكلامها وأيدنها في غيها وضلالها.

يوسف عليه السلام يدخل السجن ظلمًا

توعدت امرأة العزيز ليوسف عليه السلام بالسجن والهوان إن لم يطاوعها في ضلالها، ففزع يوسف عليه السلام إلى ربه، وطلب النجاة من تلك الفتن والضلالات، ولو كان نجاته منها ستكون بالسجن.

دخل يوسف عليه السلام السجن، ورأى العزيز ورجال القصر أن يمكث في السجن لفترة حتى تنتهي تلك الفتنة من امرأة العزيز ونساء المدينة، وفي أثناء وجوده في السجن دخل معه فتيان، وفي ليلة من الليالي رأيا رؤيتان ثم قاما يقصانها.

كان يوسف عليه السلام تظهر عليه ملامح النبوة من حسن الخلق وطيب النفس وصدق الكلام، ونفاذ البصيرة، وصفات كثيرة التي يتميز بها عن غيره، مما دفع الشابين إلى سؤاله على تأويل رؤياهما.

رأى أحدهما أنه يعصر عنبًا ليحضر خمرًا للملك ليشربه، ورأى الآخر أنه يحمل فوق رأسه خبزًا فوق رأسه، وتأكل الطيور من الخبز، وجد يوسف عليه السلام من ثقتهما منطلقًا لأن يدعوهما لعبادة الله وحده.

بعد أن أتم دعوته لهما بين لهما تأويل رؤياهما بأن أحدهما سيخرج من السجن وسيكون ساقيًا للملك، وأما الثاني فسيصلب والطير ستأكل رأسه، وهذان التأويلان سيكونان لا محالة ولا راد لما فيهما.

ثم توجه يوسف عليه السلام إلى الذي سينجو من السجن وطلب منه أن يذكر حاله وأمره وبراءته إلى الملك، لكن الساقي نسى ما أوصاه به يوسف عليه السلام، وظل يوسف في السجن سنوات أخرى.

رؤيا الملك

في يوم من الأيام نام الملك فرأى في منامه سبع بقرات نحيفات تأكلن سبع بقرات سمينات وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، ففزع الملك من نومه، وطلب من علماء ورجال دولته أن يفسروا له ما رأى من منام، لكنهم أجزموا بأنها مجرد أضغاث أحلام لا معنى لها.

تذكر الساقي يوسف عليه السلام، وقدرته على تفسير الأحلام وصدق تأويله، وأعلم الملك عن حكمته وصدقه في تأويل الأحلام، فأخبروا يوسف برؤيا الملك التي فسرها بما أوتي من حكمة.

إن تلك السبع بقرات السمينات والسنابل الخضر هي سبع سنوات يكثر فيها الخير والنماء فاحفظوا ما تحصدونه ولا تستخدمون منه إلا القليل؛ لأنه سيتبع سنوات الخير والنماء سبع سنوات من الجفاف.

لما سمع الملك بيان تأويل حلمه من الرسول الذي أرسله ليوسف عليه السلام طلب أن يحضره إليه، لكن يوسف طلب إثبات براءته، الذي دفع الملك من التحقق من الأمر وطلب حضور النسوة وامرأة العزيز، اللاتي أثبتن جميعًا براءته وأنه مكث طوال تلك السنوات ظلمًا ولم يقترف سوءً أو جرمًا.

بالفعل يتحقق ليوسف ما أراد من إثبات براءته، ويزداد إعجاب الملك بتلك الشخصية الرائعة، ويأتي الأمر بأن يوليه الإشراف على موارد مصر الاقتصادية لما توسم فيه من صفات الصدق والبراءة والحكمة.

يوسف عليه السلام أمينًا على خزائن مصر

تولى يوسف الإشراف على خزائن الأرض وأصبح عزيز مصر، فبعد مرور السنوات تحققت نبوءته، وعم الجفاف الأرض، ولكن خزائن مصر كانت تمتلئ بالخيرات لتنفيذهم وصية يوسف عليه السلام، وما أمرهم به.

جاءت الوفود من مختلف البلاد للتزود بالغلال من مصر إلى أن دخل وفدًا ليس غريبًا هذه المرة إنهم أخوة يوسف الذي عرفهم من أول ما رآهم لكنهم ما عرفوه، وطلبوا منه أن يعطيهم فوق عددهم لأن عندهم أخ آخر لكن أبوه لا يتركه يسافر معهم.

أوفى لهم يوسف المكيال لكن طلب منهم أن يأتوا بأخيهم معهم المرة القادمة ليكيل له معهم، لكنهم بينوا أن أبوه لن يتركه لهم، فأمر رجاله أن يضعوا لهم ما جاءوا به لمبادلته؛ حتى يرجعون مرة أخرى لأخذ ما يريدون.

لما رجع إخوة يوسف إلى أبيهم وجدوا بضاعتهم ردت إليهم، وظلوا يحاولون مع أبيهم حتى وافق أن يسافر أخوهم معهم على شرط أن يتعهدوا له بحفظ سلامة أخيهم، وتحقق ليوسف ما أراد، وجاء أخيه معهم الذي كان يحبه، ودبر لمجيء أبيه بأن أمر رجال القصر أن يضع مكيال الغلال في رحل أخيه حتى يمنعه من العودة معهم.

حاول إخوة يوسف ان يأخذوا أخاهم، ولو أن يتركوا أحدًا منهم مكانه، لكن يوسف أبى، ورجع الأخوة إلى أبيهم الذي بكى حتى ابيضت عيناه من الحزن، وطلب من أبنائه أن يعودوا لعزيز مصر، ويطلبوا منه أن يترك أخاهم.

عندما عاد الأخوة إلى يوسف وأعلموه ما أصاب أباهم، رق قلبه لأبيه وعرفهم على نفسه، وأعطاهم قميصه ليغطوا به وجه أبيهم حتى يرتد بصره، فعلم إخوة يوسف عاقبة ما فعلوا وندموا على فعلتهم، وأن الله نجى يوسف ورزقه الحكمة والنبوة.

تحقق رؤيا يوسف عليه السلام

يعود إخوة يوسف إلى أبيهم، ومعهم البشرى السارة، والتي يعلم بها أبوهم من قبل مجيئهم، فيدخل الأبناء على أبيهم ويلقون بقميص يوسف على وجه أبيهم فيرتد إليه بصره، ثم يغادر يعقوب وامرأته وبنيه متوجهون إلى مصر لرؤية ابنه الذي اشتاق لرؤيته بعد كل تلك السنوات.

عندما وصل يعقوب عليه السلام وأبناؤه إلى مصر، دخلوا على يوسف عليه السلام وهو جالس في مجلسه وقد رفع الله منزلته ورزقه من الحكم والنبوة، فما كان من يوسف إلا أن رفع أبويه لجانبه، وخرّ الإخوة سجّدًا تعظيمًا وإذعانًا لحكم الله الذي ينعم على من يشاء من عباده.

ذكر يوسف عليه السلام أن هذا هو تأويل رؤيته التي قصها على أبيه، وهو صغير، وحمد ربه على ما أنعم عليه من النبوة والحكمة والنجاة، فهذا فضله ينعم به على من يشاء ولا يمنع فضله أحدا مهما بلغ من المكر سبحانه جل جلاله، وشاءت حكمته وتم أمره التي تتضح من أحداث قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا.

شاهد أيضًا: قصة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والحكمة منها

تلك هي قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا من القرآن والسنة النبوية الشريفة، ذكرنا في قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا أهم ما جاء عنها بما يسره الله لنا، فما كان من صواب فيما ذكرنا في هذه القصة فهو من توفيق الله وفضله، وما كان من خطأ أو ذلل أو نسيان في قصة يوسف عليه السلام مختصره جدا فمني ومن الشيطان، والله ولي التوفيق وهو أعلم.