من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته

من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته كما أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما هي قصة إسلامه؟ وما هي قصة استشهاده رضي الله عنه؟ سيعرض موقع صفحات الإجابة عن هذه الأسئلة في السطور التالية، وسيذكر أهم المواقف في حياته التي تبين قوة إيمان هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه وأرضاه، وجهاده في سبيل نشر الدعوة الإسلامية.

من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته

إنه الصحابي الأنصاري الجليل سيد الأوس وزعيمها، إنه سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس، وهو من الذين اسلموا على يد مصعب بن عمير، وروى جابر بن عبد الله أن الرَسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: “وَجَنَازَةُ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ بيْنَ أَيْدِيهِمُ اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ”.

جاء في السنة النبوية الشريفة عن عبدالله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “هذا الَّذي تحرَّك له العرشُ، وفُتحَتْ له أبوابُ السَّماءِ، وشهِده سبعونَ ألفًا من الملائكةِ، لقد ضُمَّ ضمَّه، ثمَّ فُرِّجَ عنهُ”. صدق

شاهد أيضًااسئلة دينية اسلامية للمسابقات

تفسير أهل العلم لاهتزاز عرش الرحمن

اختلف أهل العلم كما بين الإمام النووي وغيره من العلماء في شرح هذه الأحاديث، وسبب اختلافهم تأويلهم لاهتزاز العرش، ونلخص أقوالهم فيما يلي:

  • من العلماء من أخذ معنى اهتزاز العرش على ظاهر اللفظ، وقال العلماء بأن اهتزاز العرش فرحًا بقدوم روحه رضي الله عنه، وهو المختار عند جمهور العلماء.
  • من العلماء من لا يرى معارضة لتحرك العرش بموت سعد بن معاذ، ولكن يكون ذلك بحركة الملائكة الذين يحملون العرش، فحملوا المعنى على أنه تحرك الملائكة الذين يحملون العرش.
  • ذكر جماعة أن المقصود باهتزاز العرش كناية عن تعظيم شأن الوفاة، وذلك نحو قول العرب أظلمت الأرض لموت فلان.
  • هناك من ذهب إلى معنى بعيد وابطله كثير من العلماء وهو القول باهتزاز سرير الجنازة، وردوا على ذلك القول برواية مسلم رحمه الله التي فيها قوله صلى الله عليه وسلم: “اهْتَزَّ لَهَا عَرْشُ الرَّحْمَنِ“.
  • برر الجمهور من العلماء أن الذين اختلفوا في تأويل اهتزاز العرش هو عدم وصول رواية مسلم رحمه الله لهم لأن القول فيه صريح ولا يحتمل التأويل، والله أعلم.

تعرفنا على إجابة سؤال من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته؟ فكما ذكرنا هو سعد بن معاذ رضي الله عنه، ولكن من هو سعد بن معاذ؟ وما هو دوره في نشر الإسلام والجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ سوف نعرضه لكم في السطور التالية.

سيد الأوس وزعيم بني الأشهل

كان سعد بن معاذ سيد الأوس رغم حداثة سنه، زعيمًا على بني عبد الأشهل، عندما أسلم نفر من أهل يثرب في مكة عندما استمعوا لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وعادوا إلى يثرب، ورجعوا إلى قومهم ودعوهم سرًا، بعثوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو الناس ويعلمهم أمور دينهم، فبعث لهم مصعب بن عمير رضي الله عنه.

عندما علم سعد بدعوة مصعب بن عمير من أسيد ابن خالته الذي اسلم وكان يريد دعوته إلى الإسلام، فدله على مصعب بن عمير الذي ذهب إليه مغاضبًا ليزجره عن دعوته، ويعيده من حيث أتى.

ما إن قابل مصعب بن عمير وسمع منه حتى انشرح قلبه للإسلام وأسلم على يديه، وكان موقفه الذي سُطر في تاريخ الدعوة الإسلامية حيث جمع قومه بني عبد الأشهل الذي كان زعيما لهم فاجتمعوا جميعا رجالا ونساء، فسألهم ماذا تقولون فيّ؟ قالوا سيدنا وزعيمنا والمطاع فينا فقال لهم: “كلام رجالكم ونساؤكم علي حرام أو تشهدوا أن لا إله إلا الله محمد رسول الله” فاستجابوا له ولم يبق بيت في المدينة المنورة إلا ودخله الإسلام، فكان سعد بن معاذ من أعظم الناس بركة في الإسلام والدعوة إلى الله، وكان عمره واحدًا وثلاثين عامًا، وتوفي بعد إسلامه بسبع سنين.

استشهاد سعد بن معاذ

كان سعد بن معاذ في غزوة الأحزاب وكان يرتدي درعًا لا يستر ذراعيه، فأصابه أحد المشركين بالنبال في شريان يده، فنزف جرحه وانتفخت يده، فلما وجد سعد شدة إصابته دعا قائلا: “اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريظة”.

كان يهود بني قريظة خانوا الله ورسوله، وما كان من حصارهم حتى أظهر الله المسلمين عليهم ونصرهم، ونزلوا على حكم سعد بن معاذ، الذي حكم عليهم جزاء خيانتهم.

بعد أن نصرهم الله عليهم شعر سعد بن معاذ بدنو الأجل فدعا الله بهذا الدعاء:

“اللَّهُمَّ فإنِّي أظُنُّ أنَّكَ قدْ وضَعْتَ الحَرْبَ بيْنَنَا وبيْنَهُمْ، فإنْ كانَ بَقِيَ مِن حَرْبِ قُرَيْشٍ شيءٌ فأبْقِنِي له، حتَّى أُجَاهِدَهُمْ فِيكَ، وإنْ كُنْتَ وضَعْتَ الحَرْبَ فَافْجُرْهَا واجْعَلْ مَوْتَتي فِيهَا، فَانْفَجَرَتْ مِن لَبَّتِهِ فَلَمْ يَرُعْهُمْ، وفي المَسْجِدِ خَيْمَةٌ مِن بَنِي غِفَارٍ، إلَّا الدَّمُ يَسِيلُ إليهِم، فَقالوا: يا أهْلَ الخَيْمَةِ، ما هذا الذي يَأْتِينَا مِن قِبَلِكُمْ؟ فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو جُرْحُهُ دَمًا، فَمَاتَ منها رَضِيَ اللَّهُ عنْه”.

إن سعد بن معاذ عاش سبع سنوات في الإسلام أظهر فيها من صدق إيمانه بالله وإخلاصه العبادة وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وأبلى بلاءً حسنا في جهاده في سبيل الله ثابتًا على الحق قويًا في إيمانه مناصرًا ومؤازرًا لرسوله.

فمثله كمثل صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، هم أولياء الله وأحباؤه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدّلوا تبديلًا.

شاهد أيضًا: البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها

هكذا نكون قد عرضنا لكم الإجابة الوافية عن سؤال من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته؟ كما أوضحنا قول العلماء في اهتزاز عرش الرحمن، وقصة استشهاده رضي الله عنه، وما كان من توفيق فمن الله سبحانه وتعالى، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم من خلال ما قدمناه، والله ولي التوفيق.

اقرأ أيضًا: