من هو الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القرآن
من هو الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القرآن؟ وما هو سبب نزول الآية التي ذكرت فيها اسمه؟ وما تفسير تلك الآية كما وردت في كتب التفسير؟ فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في آيات الذكر الحكيم الكثير من المواقف التي حدثت مع الصحابة رضي الله عنهم وجهادهم في سبيل الله، وما تعرضوا له من ابتلاءات ثم نصر على أعدائهم، يعرض لكم موقع صفحات اسم الصحابي الجليل الوحيد الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم مع ذكر الآية التي جاء فيها اسمه، وسبب نزولها وتفسيرها كما جاء في كتب التفسير.
من هو الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القرآن
هو أحد صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، تعرض للسبي وهو طفل صغير وبيع في أسواق العبيد، واشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-.
وهبت السيدة خديجة زيد بن حارثة لزوجها محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد زواجها منه، وأحبه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأحسن معاملته، وعندما عرف أهله مكانه وأرادوا فداءه، فخيّره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين أهله وقومه والعودة لهم، فاختار محمدًا -صلى الله عليه وسلم-.
ذكر جلال السيوطي في (الدر المنثور) ما أخرجه ابن مردويه عن ابن عباس قال: “فَقالَ لَهُ زَيْدٌ: ما أنا بِمُخْتارٍ عَلَيْكَ أحَدًا أبَدًا، أنْتَ مَعِي بِمَكانِ الوالِدِ والعَمِّ. قالَ لَهُ أبُوهُ وعَمُّهُ: يا زَيْدُ، أتَخْتارُ العُبُودِيَّةَ عَلى الرُّبُوبِيَّةِ؟ قالَ: ما أنا بِمَفارِقٍ هَذا الرَّجُلَ. فَلَمّا رَأى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ حِرْصَهُ عَلَيْهِ قالَ: “اشْهَدُوا أنَّهُ حُرٌّ، وأنَّهُ ابْنِي يَرِثُنِي وأرِثُهُ”.
بلغ من حب الرسول له أنه لما كبر زوجه من ابنة عمته التي كانت أمها أميمة بنت عبد المطلب.
يعد زيد بن حارثة هو الصحابي الوحيد الذي جاء ذكر اسمه صريحًا في القرآن الكريم في سورة الأحزاب، قال الله -تعالى-، بسم الله الرحمن الرحيم:
“وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)” صدق الله العظيم.
أقرأ أيضًا: البحث في سورة الأعراف عن آيات تتحدث عن الصحة ثم تفسيرها
سبب نزول الآية الكريمة
بعد أن عرضنا لكم إجابة سؤال من هو الصحابي الذي ورد اسمه بشكل صريح في القرآن الكريم، سوف نعرض سبب نزول الآية فيما يلي.
كان زيد يدعى بين الناس بزيد بن محمد حتى نزل قول الله تعالى في سورة الأحزاب: “مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (4)”.
ثم أصبح يُدعى بزيد بن حارثة بدلا من زيد بن محمد بعد نزول قوله تعالى: “ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَٰكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِیمًا (5)”.
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- تبنى زيد بن حارثة ثم زوجه بابنة عمته زينب بنت جحش، فجاء وحي من الله أن يتزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش بعد طلاقها من زيد إبطالًا لقاعدة التبني في الجاهلية، وإزالة كل ما يترتب على التبني من أمور الجاهلية لأنه ليس من الإسلام.
لكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخفى ذلك في نفسه حتى لا يقول المنافقين تزوج محمد مطلقة متبناه الذي كان يطلق عليه زيد بن محمد، -صلى الله عليه وسلم-.
تفسير الآية 37 من سورة الأحزاب
قال الله تعالى: “وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ” وإذ تقول أيها النبي للذي أنعم الله -عزو وجل- عليه بأن هداه إلى الإسلام، وهو الصحابي زيد بن حارثة.
“وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ” فقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبه وأحسن إليه في معاملته، ثم أعتقه.
“أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ” ابقِ زوجك زينب ولا تطلقها، واتق الله.
“وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ” وتخفي وتسر في داخل نفسك ما أوحى الله لك به من أن تتزوج زينب بعد طلاقها من زيد رضي الله عنهما، عن علي بن حسين قال: كان الله تبارك وتعالى أعلم نبيه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أن زينب ستكون من أزواجه، فلما أتاه زيد يشكوها، قال: اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال الله: “وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ“.
“وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ” علِم الله سبحانه وتعالى أن رسوله صلى الله عليه وسلم يخشى ما سيقوله المنافقين عليه من أنه تزوج مطلقة متبناه، ولكن الله سبحانه وتعالى يذكّر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخاف من الله وحده، ولا يهتم بما سيقوله الناس عنه.
“فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا “ فلما قضى زيد منها حاجته وطلقها وانقضت عدتها أمره الله سبحانه وتعالى أن يتزوج زينب بنت جحش، ويتضح في هذا الموضع الإجابة على السؤال الذي فيه: من هو الصحابي الكريم الذي ورد اسمه صريحا في القرآن؟
“لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)” لتكون أسوة بعد ذلك في إبطال عادة تحريم الزواج من زوجة المتبنى بعد طلاقه منها وكل ما يترتب على التبني، ولا يكون هناك حرج على المؤمنين أو ذنب أو شعور بأي حرج في ذلك.
إن الصحابة -رضي الله عنهم- لهم مكانة كبيرة في الإسلام لما قاموا به من دور عظيم في نشر الدعوة الإسلامية، وتثبيت دعائمها من جهاد في سبيل الله وثبات على الحق والإسلام، فضربوا أروع الأمثلة في الإخلاص والإيثار والجهاد في سبيل الله.
أقرأ أيضًا: دعاء اخر ساعة من يوم الجمعة وأدعية شاملة لخير الدارين
تناولنا فيما سبق الإجابة الوافية عن سؤال من هو الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القرآن؟ وأوضحنا أنه الصحابي الجليل زيد بن حارثة، كما عرضنا لكم الآية التي ذكر فيها اسمه، بالإضافة إلى سبب نزول الآية وتفسيرها كما جاء في كتب التفسير، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.